الأخوة الأفاضل
أخترت أن أكتب في يوم اليتيم
عن طفل الشارع اليتيم
الذي لا يجد أي حضن دافئ
سواء جمعية أو أهل أو مأوي
بداية
يا إلهي انشلني من هذا الحزن
أنه ألم يسري بداخل ولا أجد لي طعام غير القاء
يتم وألم وحزن يغزو حياتي
يبعثرني في الخطي تائه
إليك يا ألهي حالتي فـ أغثني
فما أشد حزني وما أشد اكتئابي
أنا اليتيم أمشي لا أدري إلي أين المسير
هل للـ طريق بداية ونهاية
هل من فراغ جئت . أم من أين جئت
هل طفل جاء من التراب . وكيف منه أنا خلقت
هل طفل جاء من عدم وكيف يجئ حي من عدم
هل كنتُ روحا . أم هباء . أم تري لحم ودم
أم في ضمير الغيب يتمي وقصتي وحكايتي
فأتيت مجهول البداية كي أسطر قصتي
أنا ولدت ولم أشاهد مولدي
وأتيت الحياة يتيما بغير سابق موعد
أعيش وأسير بها بلا وعي وخوف
أفترش الأرض والأرصفه ولا أجد وسادتي
لا أجد لي رفيق وليس لي مضجع أنيق
فأظل أبكي . تري من صنع بعيني البكاء
أهناك من سبب لهذا أم تري هذا نداء
ويأتي المساء متثاقلا متسللا يلف هذا الكون
وأنا يداعب مقلتي طيف يؤرق أعيني
لا أهل لي أو صديق غير الأرض وسادتي
فأنام مسلوب الإرادة راضيا مستسلما
مستغرقا في عالم أعلو وأهبط حالما
حتي إذا زحفت خيوط الفجر تغمر مخدعي
ويزقزق العصفور باللحن الشجي الممتع
فإذا بأرجل الشرطي تمتد نحوي بقسوة وتهزني
خذ من خرابة ركن فيها وإنزوي
أجري أحاول الأفلات من سجن أكاد به أضيق
وتظل تضرب فـ الهواء يدي لـ تفسح لي الطريق
فأظل أصرخ باكيا
لكن ومن صنع البكاء
أهناك من سبب لـ هذا أم تري هذا نداء
ومضيت أخطو في الحياة خطي فأطويها بطيئه
فتضل أقدامي الطريق
وأحس قيدي صارخا في معصمي يدمي يديا
فأظل أصرخ غير أني لا أري بيدي شيئا
وأخذت أمشي لا أنا أدري المصير
حتي أتيت إلي متاهات علي ساحاتها صفت قبور
أنام بها وسط أشباح تصرخ كالنداءات الحزينة
فتردد الأرواح من أصدائها همسا بأصوات مريبة
فأنا أنام فـ ليس لي ركن غيره فـ دنيا غريبه
وفـ صمت أصرخ يا إلهي
هل أنا اخطأت دربي
أم هنا سيحفر قبري
أم أجد من أهل الخير يرعاني
نهاية
أيها اليتيم رتل لحنا منك أضناني
بما تعانيه من آلام يتم وحرمان
تبكي فراق الأهل بآهات وأحزان
كلنا أهل لك نهديك تحية معطرة
بـ عطر الحب من يمين وأحضان
موضوع: رسـالة من طفل يتيم 
